نسخ الملف
Doc / 56 KB
 
الدكتور المجاهد أيمن الظواهري يحفظه الله
يا أمتي تحركي


بسم الله الرحمن الرحيم

-----------------------

من الحقائق الثابتة التي يدركها كل عاقل أن للأمم -في أحوال تطورها- صفات ومعالم، أشبه ما تكون بأحوال الإنسان في عمره.

فالأمة في إقبالها ونموها وترقيها وصعودها إلى القوة والمجد أشبه ما تكون بالطفل النامي الذي تتفجر خلاياه بالحيوية والتجدد والنمو حتى وإن بدا صغيراً ضعيفاً ضئيلاً.

والكهل في وداعه للدنيا تهمد خلاياه، ويستشري فيها التلف والركود والتباطؤ حتى وإن بدا حكيماً عالماً متصرفاً في غيره، حاكماً على من سواه.

وهكذا حال الأمم في إقبالها وإدبارها، فالعبرة والفيصل في الحكم على أمة بالضعف أو القوة هو في وجود أو فقدان تلك القوة الذاتية السحرية العجيبة التي أودعها الله –سبحانه- في خلقه، وهل هي في تجدد وحيوية ونمو وارتقاء، أم في خمود وانحسار وتدهور وانحدار؟

والأمة المسلمة في بداية بعثة النبي الخاتم محمد –صلى الله عليه وسلم- كانت ضعيفة قليلة العدد ضئيلة الثروة -في ميزان القوة المادية- إذا قيست بأشراف العرب ناهيك عن فارس والروم. ولكنها كانت –في ذاتها- بالغة القوة عظيمة القدرة فائقة التأثير باعتبار ما في نفوس المسلمين من إيمان وهمة وعزيمة وتصميم. يقول المولى سبحانه وتعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون)، ويقول جل من قائل: (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)، وقال جل جلاله: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً ويبتغون فضلاً من الله ورضواناً)، وقال سبحانه: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)، وقال سبحانه فيما نزل على نبيه –صلى الله عليه وسلم- من القرآن في مكة قبل أن يؤذن له بقتال: (سيهزم الجمع ويولون الدبر، بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر)، وقال -سبحانه- مواسياً عباده المؤمنين: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، وقال عن أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل).

هذه القوة الإيمانية والطاقة العقائدية والغيرة والحمية والحرص على انتصار العقيدة والمبدأ والتضحية بكل غال في سبيل الله هي التي خلقت من هذه الأمة خلقاً آخر، وحولت هؤلاء الرعاة الحفاة الجياع إلى أئمة هداة وقادة فاتحين وعلماء مرشدين وخلفاء حاكمين سيطروا على العالم المعروف آنذاك في بضعة عقود، ونشروا النور والهدى والتوحيد في أرجاء الدنيا.

ولما ضاعت هذه الروح، وفقد هذا الحرص على الدين، وبردت هذه الحرارة التي تمنع صاحبها النوم حزناً على ألم المسلمين، ولما اختفت هذه المعاني انتكست أمة الإسلام وتحولت من دولة شاسعة إلى مستعمرات محتلة وثروات منهوبة وحرمات مستباحة وأمماً مستعبدة، ثم ازدادت انتكاساً فانهزمت فكرياً وتحولت من علو الأستاذية إلى دنو التبعية والانبهار بحضارة القاهرين ومدنية الغالبين بكل ما فيها من آثام وظلم وانحراف عن الفطرة.

والسؤال الذي نطرحه هنا ونود أن نشد إليه الانتباه و نلفت إليه الأنظار هو: لماذا تحولت هذه الأمة من البدو الرعاة الرحل الفقراء الضعفاء إلى قادة للدنيا علماً وهدياً وقوة وشريعة وحكماً؟

ولماذا انتكست هذه الدولة المترامية الأطراف، فتحولت إلى قطعان من الأغنام لا ترد عنها ذئباً، ولا تكف عنها وحشاً، وتعدو وراء سيدها إلى المذبح والمسلخ؟

لماذا؟ هذا هو سؤالنا في بساطته، وهو يطرح هذه المفارقة المؤلمة أو قل الكارثة المفجعة التي ألمت بنا.

لماذا وصل بنا الحال إلى أن يتخطف إخواننا وأخواتنا فلا نزيد إلا جبناً وتخاذلاً؟

ولماذا كلما اتقدت شعلة الايمان في قلوب بعض منا لعناهم وسفهنا أحلامهم ووصمناهم بالمروق والحمق والشذوذ ، وهرعنا إلى قاتلينا وسافكي دمائنا ومستبيحي حرماتنا نعتذر ونتوسل ونتبرأ ونتنصل؟

لماذا صار كل همنا أن نتقرب من اللصوص الذين سرقونا، والقتلة الذين ذبحونا، والفساق الذين دنسوا بلادنا، والفجار الذين انحدروا إلى أسوأ ما انحدرت إليه البشرية في تاريخها؟

لماذا نتقرب إليهم بدلاً من أن نصدع في وجوههم بالحق، ونصارحهم بالصدق، ونوضح لهم الفرق بين قمة الإيمان الذي يعادونه، وسفح الجاهلية الذي يتخبطون فيه؟

لماذا عجزنا أن نعمل فيهم بأمر الله -سبحانه وتعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)؟

لماذا عجزنا أن نبلغهم قول ربنا: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين)؟

لما وطئت أقدام الفاتحين المسلمين ساحل الأندلس أمر أميرهم طارق بن زياد -رحمه الله- كما يحكي المؤرخون بحرق السفن وقال قولته المشهورة: البحر من ورائكم، والعدو من أمامكم، وأنتم كالأيتام في مأدبة اللئام، فانقطع أملهم في الفرار، وصدقت عزيمتهم في هزيمة أعدائهم، فهزموهم –بإذن الله- وكان الفتح المبين.

ولما خرج عبد الله الأحمر –آخر ملوك الطوائف- من مملكته مطروداً مهزوماً، استدار ونظر إلى ملكه فبكى، فقالت له أمه: ابك كالنساء ملكاً مضاعاً لم تخفظه كالرجال.

هذا هو الفارق بين النفسيتين: إقبال الفاتحين إلى الموت العزيز، وهروب المنهزمين إلى العيش الذليل.

هل أدركنا إجابة السؤال الذي طرحناه آنفاً. إنها إجابة بسيطة، ولكنها مؤلمة وقاسية، وفاضحة لما في نفوسنا، ومعرية لما في قلوبنا من حرص وجشع وانحطاط. روى أبو داود في سننه عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: (بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن)، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت).

إذن فهذا هو الداء؛ حب الدنيا وكراهية الموت، ودواؤه حب الموت في سبيل الله والزهد في الدنيا.

دواؤه أن نقدم –في سبيل الله- كل ما نملك، وأن نضحي بكل ما نستطيع، وأن نتقرب بكل ما نحرص عليه.

وهذا هو ما يخشاه أعداؤنا، وما يرتجفون منه، ويمكرون ليلاً ونهاراً ليقضوا عليه؛ حب الموت في سبيل الله.

وما نراه اليوم بين صفوف شباب الأمة من إقبال على الموت في سبيل الله هو الأمل الذي ينبأ عن فجر صادق وسط ظلمات المهانة. لقد هز شباب الإسلام بتسابقهم على الموت أركان الصليبيين الجدد في واشنطن ونيويورك.

وهذه الحرب الصليبية المستعرة على الإسلام باسم (الحرب على الإرهاب) لا تهاجم جيوشاً محتشدة ولا قلاعاً محكمة ولا مواقع محصنة ولكنها تحارب عصابات المجاهدين وجماعات المهاجرين وفئات المرابطين الذين يزلزلون أركان الصليبية الجديدة وقيصرها الموتور بحبهم للموت في سبيل الله.

وهذه الروح النبيلة وهذا الحرص السامي وذلك السعي الشريف إلى رضا الله سبحانه وتعالى لو انتشروا بيننا فإننا أقوياء وإن كنا محتلين، وأغنياء وإن كنا منهوبين، وأعزاء وإن كنا مقهورين، والمستقبل القريب لنا –بإذن الله- وإن نشر الصليبيون قواتهم, ونصبوا أعلامهم، وقصفوا بطائراتهم.

فهل نحن قادرون على نشر هذه الروح بيننا، وزرعها في قلوب أبنائنا وبناتنا، والدعوة إليها وسط أهلنا وعشيرتنا ومعارفنا.

إن كلاً من يستطيع أن يبذل وأن يقدم في سبيل عودة دولة الإسلام المقبلة –بإذن الله- لو تمكنت هذه الروح من قلبه، وتملكت مشاعره.

لو نشرنا في بلادنا ومجتمعاتنا الدعوة إلى وجوب التغيير، ورفض الواقع القائم والاعتراض عليه، وعدم القبول به.

كل منا يستطيع أن يلتزم بشرائع الإسلام وآدابه، وأن يدعو إليها من يعرف. كل منا يستطيع أن يشرح الواقع المر الذي نعيشه، وأن يوضح بشاعة الجرائم التي ترتكب ضدنا، وأن يصف سوء الحال الذي وصلنا إليه.

وكل منا يستطيع أن يفند الشبهات التي تلقى في طريقنا لتيئيسنا وتثبيطنا واستمرار خداعنا.

كل منا يستطيع أن يرد على من يدعونا إلى الرضا بالواقع وطاعة -من يزعمهم- أولياء الأمور!!

أولياء الأمور الذين نهبونا وقهرونا، ومنعونا من الحكم بالشريعة، واعترفوا بإسرائيل، وباستيلائها على فلسطين، وأباحوا بلادنا لعساكر الكفار وجيوشهم وأساطيلهم وقواعدهم، وأمدوا جنودهم بالماء والغذاء والكساء والدواء.

كل منا يستطيع أن يردد قول الشاعر لملوك الطوائف بالأندلس:

ناد الملوك وقل لهم ماذا الذي أحدثتم

أسلمتم الإسلام في إسر العدا وقعدتم

وجب القيام عليكم إذ بالنصارى قمتم

لا تنكروا شق العصا فعصا النبي شققتم

كل منا يستطيع أن يرد على من يدعونا للمصالحة مع حكامنا للتصدي لأمريكا وإسرائيل. المصالحة مع عملاء أمريكا ضد أمريكا. المصالحة مع صغار اللصوص ضد ز عيم المجرمين. المصالحة مع المنافقين ضد سيدهم الذي يتزلفون له صباح مساء. المصالحة مع الذين لم يثبتوا على كراسيهم إلا لاستمرار قهرنا، ومنع الحكم بشريعتنا، وإباحة أوطاننا للصليبيين الجدد. المصالحة مع العجزة المتخاذلين الفاشلين إلا في سفك دمائنا، وسلخ جلودنا، وصعق أعصابنا في معتقلاتهم وسجونهم. المصالحة مع الخانسين إلا على سب الجهاد، والصامتين إلا على التحذير من المجاهدين!!!

قبل أن يدعوا هؤلاء الشعوب إلى المصالحة مع الحكام الفاسدين المفسدين عليهم أن يدعوا الحكام إلى التوبة والرجوع إلى الإسلام ورد الحقوق لأصحابها.

كل منا يستطيع أن يرد على الذين يقولون إن الجهاد حق ولكن لا بد من الإعداد والاستعداد قبل الشروع فيه. كل منا يستطيع أن يبين لهم أن أمتنا محتلة -بمختلف الصور- منذ أكثر من قرن من الزمان، وأن فلسطين محتلة منذ أكثر من ثمانين عاماً، وأن الخلافة قد سقطت منذ ذلك الوقت، وأن المعركة التي يريدون أن يعدوا لها دائرة منذ قرن من الزمان، وأن كلاً منهم ملزم –على الأقل- بالتحريض على جهاد الأمريكان واليهود والحكام الخونة وحض الناس على مقاومتهم وعصيانهم وعلى دعوة الأمة إلى دعم الجهاد بالمال والنفس. كل منا يستطيع أن يبين لهم أن الجهاد لن يتم إلا بالتضحية والهجرة والبذل والعطاء.

فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) رواه أبو داود 4344 والترمذي 2174 وابن ماجة 4011، وقال الترمذي حسن غريب من هذا الوجه. (ابن كثير 2-85)

وذكر أبو بكر الجصاص: أن أبا حنيفة –رحمه الله- سأله إبراهيم الصائغ وكان من فقهاء أهل خراسان ورواة الأخبار ونساكهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: هو فرض، وحدثه بحديث عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر فقتل)، فرجع إبراهيم إلى مرو، وقام إلى أبي مسلم صاحب الدولة، فأمره ونهاه وأنكر عليه ظلمه وسفكه الدماء بغير حق، فاحتمله مراراً ثم قتله. (أحكام القرآن 1- 86)

أمره ونهاه فقتله، ولم يسبح بحمده، ويأكل من راتبه، ويترقى في وظائفه، ويدعو الناس إلى طاعته.

كل منا يستطيع أن يدعو إلى وجوب التغيير وضرورته، وألا مخرج من الذل الذي نحن فيه إلا بالجهاد والتحريض عليه.

كل منا يستطيع أن يجتهد في إيصال هذه الدعوة؛ الدعوة إلى وجوب التغيير بالجهاد لكل من يعرف، خاصة ضباط الجيش وأفراده، فبلادنا تحكم بالسلاح، بعد أن ضاعت الشورى من حياتنا منذ قرون.

كل منا يستطيع أن يدعو أهل الرأي والتأثير من الصحفيين والأئمة والعلماء والخطباء والكتاب والأساتذة والمدرسين إلى ضرورة التغيير وألا حل إلا بالجهاد.

كل منا يستطيع أن يبذل وقته وجهده وماله لنشر هذه الدعوة وإقناع الناس بها.

كل منا يستطيع أن يدعو لذلك دون أن تضبطه أجهزة الأمن متلبساً بإنشاء تنظيم أو حيازة سلاح أو توزيع منشورات.

فإذا انتشرت هذه الدعوة بيننا وصارت رأياً عاماً فستجد من أهل الحمية والغيرة والكرامة من يبدأ في التفكير العملي من أجل التغيير.

إن احتدام النار في جوف الثرى أمر يثير حفيظة البركان

وتتابع القطرات يهدر بعده سيل يعم الأرض بالفيضان

وكما يقال: ليس الظلم هو الذي يولد الثورة، ولكن الإحساس بالظلم هو الذي يولد الثورة.

فهل نحن مستطيعون ذلك أم أن حرصنا على الوظيفة والراتب والمنصب وتعليم الأولاد أحب إلينا من الله ورسوله، (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين)

هل نحن مستطيعون أن نذكر المجاهدين بالخير بدلاً من أن نغمزهم، ونلمزهم، ونعين عليهم.

هل نحن مستطيعون أن نقف معهم، ونشاركهم، ونتشاور فيما بيننا وبينهم، بدلاً من أن نعطيهم الدروس على صفحات الجرائد ومواقع الإنترنت، حتى نثبت براءتنا أمام حكامنا، وطهارتنا أمام أعدائنا.

هل نحن مستعدون أن ندعو للجهاد -مجرد الدعوة- أم سيتحقق فينا حكم الله تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).

هل نحن مستعدون أن نرفض واقعنا، ونبغض فساد حكامنا واستسلام أنظمتنا، ونعزم –مجرد العزم- على تحرير بلادنا من أعدائنا، بدلاً من أن ننافق حكامنا، ونثني عليهم، ونشيد بمجهودهم في تحرير فلسطين؟

هل نحن مستعدون أن نكون بشراً كسائر البشر الذين تمردوا على حكامهم المستبدين؟

هل نحن مستعدون أن نقتدي باليهود الذين عزموا على إقامة دولتهم، وبذلوا أموالهم، وضحوا بأنفسهم من أجل إنشائها وحمايتها؟

هل نحن مستعدون أن نرفض استيلاء إسرائيل على فلسطين، وأن نأبى الاعتراف بها والتطبيع معها والاستسلام لها؟

هل نحن مستعدون أن لا نجهر بالباطل إذا لم ننطق بالحق؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأي منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم.

هل نحن مستعدون أن ندعو -مجرد الدعوة- إلى ذلك، حتى نتقدم خطوة على طريق الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والانتصار على أعدائنا بعون الله وقدرته.

هل نحن مستعدون أن نسمي الأشياء بأسمائها، فنسمي الاحتلال احتلالاً، ولا نسميه إعانة، ونسمي الفساد والظلم فساداً وظلماً بدلاً من أن نسميه سياسة، ونسمي الجهاد جهاداً بدلاً من أن نسميه إرهاباً وانحرافاً؟

هل نحن مستعدون أن نهمس بذلك في مجالسنا الخاصة، ولا نجهر بالباطل على الملأ؟

هل نحن مستعدون ألا نبارك الظلم والعدوان، وألا نؤيد الفجور والانحراف، وألا نمدح الهزيمة والاستسلام؟

هل نحن مستعدون ألا نصفق للطغاة، وألا نبسم في وجوههم، وألا نهتف بأسمائهم؟ دون أن نكلف أنفسنا الاعتراض عليهم والصدع بالحق في وجوههم، والإنكار عليهم.

هل يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم

هذا حديث النفس حين تشف عن بشريتي وتمور بعد ثواني

وتقول لي إن الحياة لغاية أسمى من التصفيق من الطغيان

أمتي؛ أمة التوحيد، أمة الجهاد، أمة الشهادة، أما آن لك أن تتحركي.

أما آن لك أن تدعي مجرد الدعوة إلى رفض الفساد وضرورة التغيير وحتمية الجهاد، أمتي تحركي تحركي، حرري عقلك، وثبتي قلبك، واعقدي عزمك، واكسري قيدك، وحطمي سجنك، وأطلقي يدك، واهجري صمتك، وكفي –فقط كفي- عن إعانة عدوك، وأيدي –على الأقل- في الخفاء أبناءك الذين يضحون في سبيل الله.

وحرضي –ولو همساً- ضد أعدائك الذين استباحوا بيضتك. ألم تسمعي إلى قول ربك: (كنتم خير أمة أخرجت الناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)

دمنا لو مر ما كانت ولغت في الجرح الذؤبان

فجر أحزانك يا شعبي كم هد قواك الطغيان

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


الدكتور المجاهد أيمن الظواهري
الدكتور المجاهد أيمن الظواهري
الشيخ المجاهد أسامة بن لادن
الشيخ المجاهد أسامة بن لادن
الدكتور المجاهد أيمن الظواهري
الدكتور المجاهد محفوظ ولد الوالد
الشيخ عبد العزيز الجربوع
يا أمتي تحركي < الدكتور أيمن الظواهري < مطالعات < السحاب للإنتاج الإعلامي
إصدارات
السحاب للإنتاج الإعلامي 1424هـ
المواد المنشورة هنا تعبر عن ءاراء أصحابها ولنا الصواب مما ورد فيها