|
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------
( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير )
( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً )
-------------------
صدرت من بعض الكتاب الأمريكيين أوراق بعنوان (على أي أساس نقاتل)، وقد أثار ظهور هذه الأوراق عدداً من الردود منها الذي التزم الحق والأصول الشرعية ومنها الذي لم يوفق إلى ذلك، وقد أردنا هنا –على قلة الاستقرار- أن نجتهد في بيان الحق إعذاراً وإنذاراً، محتسبين ما نكتبه عند الله سبحانه، راجين منه التوفيق والإعانة.
وقد رأينا –مستعينين بالله- أن نجعل هذا الرد إجابة على سؤالين نوجههما للأمريكان:
السؤال الأول: لماذا نجاهدكم ونقاومكم؟
السؤال الثاني: إلى ماذا ندعوكم وماذا نريد منكم؟
فأما السؤال الأول: لماذا نجاهدكم ونقاومكم؟
فإجابته بسيطة:
1- نحن نجاهدكم ونقاومكم لأنكم اعتديتم علينا ولازلتم تعتدون علينا.
أ- فأنتم اعتديتم علينا في فلسطين:
(1) فلسطين التي ترزح تحت الاحتلال العسكري منذ أكثر من ثمانين عاماً، سلمها الإنجليز –بمباركتكم وتأييدكم- لليهود الذين مر على إحتلالهم لها أكثر من خمسين عاماً، طفحت بالظلم والعدوان والجرائم والقتل والتشريد والهدم والدمار.
وإذا كان إنشاء إسرائيل واستمرارها جريمة من الجرائم فأنتم زعماء المجرمين في هذه الجريمة.
وأعتقد أن شرح التأييد الأمريكي لإسرائيل أمر لا يحتاج لإثبات.
إن إسرائيل جريمة يجب أن تمحق، وكل من تلوثت يداه في هذه الجريمة عليه أن يدفع الثمن ويدفعه غالياً.
(2) ومن المضحك المبكي أنكم لا تسأمون من ترديد الفرية القائلة بأن اليهود هم أصحاب الحق التاريخي في فلسطين، كما وعدوا بذلك في التوراة، وأن كل من ينازعهم في هذا الحق المزعوم معاد للسامية.
وهذه فرية من أكثر الفرى في التاريخ مغالطة ورواجاً، فأهل فلسطين عرب أقحاح وساميون أصلاء، أما المسلمون فهم ورثة موسى –عليه السلام- وورثة التوراة الحقيقية التي لم تحرف.
فالمسلمون يؤمنون بالأنبياء جميعاً بما فيهم إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فإن كان من وعد في التوراة بحق أتباع موسى في فلسطين فالمسلمون هم أحق الأمم به.
وعندما فتح المسلمون فلسطين وطردوا الرومان منها عادت فلسطين وبيت المقدس إلى الإسلام دين الأنبياء جميعاً عليهم الصلاة والسلام.
ولذلك فإن دعوى الحق التاريخي في فلسطين لا يمكن أن ترفع في وجه أمة الإسلام التي تؤمن بأنبياء الله جميعاً –عليهم الصلاة والسلام- ولا تفرق بين أحد منهم.
(3) إن الدم الفلسطيني النازف في فلسطين لابد له من قصاص، وعليكم أن تتيقنوا أن أهل فلسطين لن يبكوا وحدهم، ولن تترمل نساؤهم وحدهن، ولن يتيتم أطفالهم وحدهم.

ب- وأنتم الذين اعتديتم علينا في الصومال، وأيدتم عدوان الروس علينا في الشيشان، وعدوان الهنود علينا في كشمير، وعدوان اليهود علينا في لبنان.
ج- وبإشرافكم ومتابعتكم وأوامركم وتوجيهاتكم تعتدي أنظمة بلادنا العميلة علينا كل يوم.
(1) هذه الأنظمة التي تمنع شعوبنا من الحكم بالشريعة بالبطش والتزوير.
(2) وهذه الأنظمة التي تذيقنا الهوان وتضعنا في سجن كبير من الخوف والقهر.
(3) وهذه الأنظمة التي تسرق ثروات أمتنا وتمنحها لكم بسعر بخس وثمن زهيد.
(4) وهذه الأنظمة التي استسلمت لليهود، وسلمت لهم بمعظم فلسطين، واعترفت بدولتهم على أشلائها.
(5) إن إزالة هذه الأنظمة فريضة شرعية وخطوة أساسية لتحرير الأمة وتحكيم الشريعة واستعادة فلسطين، ومعركتنا مع هذه الأنظمة لا تنفك عن معركتنا معكم.
د- وأنتم الذين تسرقون ثرواتنا وبترولنا بأبخس الأسعار تحت سطوة الأساطيل وتهديد الجيوش، فيما يعد أكبر سرقة شهدتها البشرية في تاريخها.
هـ- وأنتم الذين تحتلون بقواتكم بلادنا وتنشرون قواعدكم عليها، وتدنسون أرضنا، وتحاصرون مقدساتنا حماية لأمن اليهود وضماناً لاستمرار النهب المتواصل لمقدراتنا.
و- وأنتم الذين تحاصرون المسلمين في العراق، حيث يتساقط الأطفال كل يوم قتلى. فيا عجباً لأكثر من مليون ونصف مليون طفل عراقي ماتوا تحت الحصار دون أن تأبهوا لهم، ثم لما قتل منكم ثلاثة آلاف شخص قامت الدنيا ولم تقعد.
ز- وأنتم الذين تؤيدون اعتبار إسرائيل القدس العاصمة الأبدية لها، ووافقتم على نقل سفارتكم إليها، وبدعمكم وتحت حمايتكم يخطط اليهود لهدم المسجد الأقصى، وفي حراسة سلاحكم دخل شارون إلى المسجد الأقصى ليدنسه توطئة للاستيلاء عليه وهدمه.
2- وإذا كانت هذه المآسي والكوارث هي بعض صور عدوانكم علينا، فإنه من المقرر شرعاً وعقلاً أن من حق المعتدى عليه أن يرد العدوان، فلا تنتظروا منا إلا الجهاد والمقاومة والقصاص.
هل يعقل أن تظل أمريكا تعتدي علينا لأكثر من خمسين عاماً ثم نتركها لتعيش في أمن وسلام؟

3- وقد تجادلون بقولكم إن كل ما ذكر لا يبرر العدوان على المدنيين بسبب جرائم لم يرتكبوها وآثام لم يشاركوا فيها.
أ- ولكن هذه الشبهة تتناقض مع ترديدكم المستمر أنكم بلد الحرية وروادها في هذه الدنيا.
فالشعب الأمريكي –إذن- هو الذي يختار حكومته –بإرادته الحرة- بناء على موافقته على سياستها. إذن فالشعب الأمريكي قد اختار ووافق وأقر دعم أمريكا لعدوان إسرائيل ومساندتها في احتلال فلسطين واغتصابها واعتدائها المستمر –قتلاً وتعذيباً وتنكيلاً وتشريداً- ضد الفلسطينيين.
والشعب الأمريكي يملك -أيضاً- أن يرفض سياسات حكومته، ويسقطها إذا أراد.
ب- والشعب الأمريكي هو الذي يدفع الضرائب التي تمول الطائرات التي تقصفنا في أفغانستان، والدبابات التي تهدم البيوت علينا في فلسطين، والجيوش التي تحتلنا في جزيرة العرب، والأساطيل التي تحاصر أطفالنا في العراق. تلك الضرائب التي تذهب لإسرائيل حتى تستمر في العدوان علينا والتوسع في أرضنا.
إذن فالشعب الأمريكي هو الممول للعدوان علينا، وهو الذي يراقب عن طريق نوابه الذين انتخبهم إنفاق هذه الأموال فيما يريد أن تنفق فيه.
ج- والشعب الأمريكي هو الذي يخدم رجاله ونساؤه في القوات الأمريكية التي تعتدي علينا.
د- لذا فإن الشعب الأمريكي لا يمكن أن يكون بريئاً من كل الجرائم التي ارتكبها الأمريكان واليهود ضدنا.
و- لقد جعل الله -سبحانه- القصاص شريعة متبعة، فمن اعتدى علينا فمن حقنا أن نعتدي عليه، ومن دمر قرانا ومدننا فمن حقنا أن ندمر مدنه وقراه، ومن سرق ثرواتنا فمن حقنا أن ندمر اقتصاده، ومن قتل مدنيينا فمن حقنا أن نقتل مدنييه.
إن الصحافة والسياسة الأمريكية ترفض –حتى الآن- الإجابة على سؤال: لماذا ضربونا في واشنطن ونيويورك؟
وإذا كان شارون في رأي بوش رجل سلام، فنحن أيضاً رجال سلام!!!
إن أمريكا لا تفهم لغة الأخلاق والمبادئ، ونحن نخاطبها باللغة التي تفهمها.
أما السؤال الثاني الذي نود الإجابة عليه فهو: إلى ماذا ندعوكم وماذا نريد منكم؟

1- فأول ما ندعوكم إليه هو الإسلام.
أ- دين التوحيد والبراءة من الشرك ونبذ اتخاذ الأنداد من دون الله، والحب التام له –سبحانه- والاستسلام الكامل لشريعته جل وعلا، وترك جميع المذاهب والآراء والنظريات التي تخالف دينه الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
الإسلام دين الأنبياء جميعاً الذي لا يفرق بين أحد منهم عليهم الصلاة والسلام.
إلى هذا الدين الخاتم ندعوكم؛ دين التوحيد والإخلاص ومكارم الأخلاق والبر والرحمة والعفة والنزاهة والتقوى، والإحسان إلى الناس، وإقامة العدل بينهم، وإيصال الحقوق لأصحابها، والدفاع عن المظلومين والمضطهدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد واللسان والقلب، دين الجهاد في سبيل الله حتى تكون كلمة الله هي العليا، دين الوحدة والإجتماع على طاعة الله، والمساواة بين الناس أجمعين دون النظر إلى لون أو جنس أو لغة.
ب- الدين الذي لايزال كتابه –القرآن- محفوظاً لم يتبدل، بعد أن تبدلت غيره من الكتب والرسالات السماوية. القرآن تلك المعجزة الخالدة إلى قيام الساعة، يتحدى الله بها خلقه أن يأتوا بمثله أو بمثل عشر آيات منه.
2- وثاني ما ندعوكم إليه أن تكفوا عن الظلم والكذب والفواحش والفجور الذي ينتشر بينكم.
أ- ندعوكم إلى الأخلاق والمبادئ والعفة والطهارة، ونبذ الفواحش من زنا وشذوذ وخمر وقمار ومتاجرة بالأعراض وربا.
ندعوكم إلى كل ذلك حتى تتحرروا مما تورطتم فيه، وحتى تتحرروا من الخدع التي يروجها بينكم ساستكم أنكم أمة عظيمة ليخفوا عنكم الحالة السيئة التي وصلتم إليها.
ب- يؤسفنا أن نصارحكم بأنكم أسوأ حضارة شهدها تاريخ الجنس البشري.
(1) فأنتم أمة لا تلتزم بشريعة الله في دستورها وقوانينها، بل تشرعون لأنفسكم ما تشاءون وتشتهون، وتفصلون الدين عن قوانينكم ونظمكم متصادمين مع العقل السليم والفطرة الصحيحة التي تقر بالحاكمية لرب العباد وخالقهم. إنكم تهربون من السؤال المحرج الذي يطاردكم: كيف يمكن أن يخلق الله –سبحانه- خلقه ويسخر لهم كل هذا الكون ويمدهم فيه بكل أسباب الحياة والمعيشة ثم يحرمهم من أهم ما يحتاجون إليه؛ الشريعة التي تنظم حياتهم؟
(2) وأنتم أمة تحل الربا -الذي حرمته الأديان- وتجعلونه أساساً لاقتصادكم واستثماراتكم ومعاملاتكم.
ومن خلال هذا الربا بصوره وأشكاله المتعددة سيطر اليهود على إقتصادكم، وبسيطرتهم على إقتصادكم سيطروا على إعلامكم، ثم سيطروا على كل حياتكم وسخروكم لخدمتهم، وتحقق فيكم ما حذركم منه بنيامين فرانكلين.

(3) وأنتم أمة تبيح الخمر صناعة وتجارة وتناولاً، وتبيحون المخدرات ولا تحرمون إلا الإتجار فيها فقط، بل أنتم أكثر أمم العالم إستهلاكاً لها.
(4) وأنتم أمة تبيح الفاحشة، وتعتبرونها من أركان الحرية الشخصية، ولازلتم تنحدرون في هذه الهاوية من درك إلى درك حتى انتشر فيكم إتيان المحارم، دون أن تتحرك فيكم نخوة أو تهتز فيكم غيرة، أو يتطرق قانونكم إلى ذلك.
ومن الذي ينسى رئيسكم كلينتون وفضائحه التي مارسها في مقر عمله الرسمي، ثم لم تحاسبوه إلا على أنه قد شهد زوراً، ثم مر كل شيء دون عقاب، فبئسما سيذكركم التاريخ به بين الأمم.
(5) وأنتم أمة تبيح القمار مُزاولةً وتجارةً بأنواعه المتعددة، وتقوم على ذلك الشركات، وتنشط الاستثمارات، ويثرى المجرمون المفسدون.
(6) وأنتم أمة تستخدمون المرأة كسلعة للمتعة وجلب الزبائن وعقد الصفقات وتسويق البضائع والمنتجات وخدمة الركاب والزبائن والنزلاء، وتعتبرون ذلك من أسباب نجاح التجارة ووسائل تحقيق الربح، ثم تتشدقون بعد ذلك أنكم من أنصار تحرير المرأة.
(7) وأنتم أمة تمارس تجارة الفاحشة بكل أشكالها المختلفة، وصورها المباشرة وغير المباشرة، وتقوم على ذلك التجارات والصناعات العملاقة تحت مسمى الفن والترفيه والسياحة والتحرر، وغيرها من الخدع التي تساقون إليها.
(8) وبسبب هذه الدناءات التي تورطتم فيها فقد وصمتم في التاريخ بنشر أمراض لم تعرفها البشرية من قبلكم، فلكم أن تفخروا بين أمم البشر بأنكم نشرتم فيهم الإيدز إختراعاً أمريكياً شيطانياً.
(9) وأنتم أكثر أمة في التاريخ تدميراً للطبيعة بمخلفات صناعاتكم وغازات مصانعكم، ورغم ذلك تمتنعون من التوقيع على اتفاقية كيوتو حفاظاً على أرباح شركاتكم وصناعاتكم الجشعة.
(10) وأما سياستكم فهي سياسة أرباب المال والأثرياء الذين يتحكمون في أحزابكم، ويمولون حملات انتخاباتكم بتبرعاتهم، ومن خلفهم يقف اليهود يديرون سياستكم وإعلامكم واقتصادكم.
(11) ومما تفردتم به في تاريخ البشرية: أنكم أكثر أمة في التاريخ استخدمت القوة الباطشة لإهلاك بني البشر، ليس دفاعاً عن المبادئ والقيم، ولكن استعجالاً في تحقيق المنافع والأرباح، فقد ألقيتم القنابل الذرية على اليابان بعد أن استعد اليابانيون للتفاوض معكم على إنهاء الحرب، فأي طغيان وجبروت وظلم لبني البشر مارستموه يا دعاة الحريات؟
(12) ولا يفوتنا هنا أن نذكر سمة هامة من أبرز سماتكم؛ ألا وهي ازدواجية المبادئ والقيم؛ أو النفاق الخُلقي والمبدئي. فكل المبادئ والقيم والأخلاق عندكم لها معياران وميزانان: واحد لكم وآخر لغيركم.

(أ) فالحرية والديمقراطية -التي تدعون إليها- لكم وللجنس الأبيض فقط، أما بقية شعوب العالم فتفرضون عليها الحكومات الفاسدة المفسدة المستبدة أو من تسمونهم بأصدقاء أمريكا، وتمنعونهم من ممارسة ديمقراطيتكم، فعندما حاولت القوى الإسلامية في الجزائر أن تتبع الأسلوب الديمقراطي لتصل إلى الحكم أطلقتم عليهم عملاؤكم من ضباط الجيش ليلقنوهم بالدبابات والمدافع والسجون والتعذيب درساً جديداً من كتاب الديقراطية الأمريكية.
(ب) وأما ما تسمونه نزع أسلحة الدمار الشامل لضمان السلام العالمي: فهو نزع سلاح من لا تسمحون له بامتلاك هذه الأسلحة، أما من ترضون عنهم كإسرائيل فلا تثريب عليهم في أن يكدسوا هذه الأسلحة دفاعاً عن أمنهم.
وكل من تسول له نفسه –من غير أصدقائكم- أن يسعى في امتلاك هذه الأسلحة أو يملك القدرة على تصنيعها أو حتى تشتبهون في إمكانية قيامه بذلك تعتبرونه مجرماً دولياً يجب شن الحملات عليه وتدميره.
(ج) والشرعية الدولية التي تعاقبون من يخرج عليها أنتم وإسرائيل آخر من يأبه بها، فإسرائيل منذ خمسين عاماً تضرب بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن، وأنتم مستمرون في تشجيعها ومساندتها.
(د) وجرائم الحرب التي تطاردون مرتكبيها وتنشأون لهم المحاكم تطالبون بلا حياء أن يعفى رعايكم منها!!
إن التاريخ لن ينسى لكم جرائم الحرب التي مارستموها ضد المسلمين وسائر بني البشر، فقتلاكم في اليابان والصومال وأفغانستان ولبنان والعراق سيبقون عاراً يطاردكم لا تستطيعون الإفلات منه.
يكفي فقط أن نذكركم بآخر جرائمكم في أفغانستان، حيث هدمت القرى على رؤوس ساكنيها والمساجد على رؤوس المصلين فيها، وحيث غدرتم بآلاف المجاهدين –بعد اتفاقكم معهم- عند خروجهم من قندز، وقصفتم سجن (قلعه جنكي) بدعوى إخماد التمرد فيه، وقتلتم في الحاويات أكثر من ألف أسير خنقاً وعطشاً، أما من قتلوا تحت التعذيب على أيديكم وأيدي عملائكم فلا يعلمهم إلا الله الذي يمهل ولا يهمل. ولازالت طائراتكم في سماء أفغانستان تتربص بكل مشتبه فيه لتقصف قريته وتقتل أهله وتحرق نساءه وأطفاله.
(هـ) وحقوق الإنسان التي نصبتم أنفسكم قضاة تدينون من يخالفها، وتصدر وزارة خارجيتكم تقريراً سنوياً عمن ينتهكها في الدنيا كلها، تبخرت حين نالتكم ضربات المجاهدين، وطبقتم أساليب الحكومات المستبدة التي كنتم تلعنونها. فاعتقلتم في أمريكا آلاف المسلمين والعرب دون توجيه تهمة أو عرض على محكمة أو حتى كشف لأسمائهم، واستصدرتم من القوانين ما هو أشد غلظة من القوانين التي كنتم تدينونها.

إن ما يحدث في غوانتانامو فضيحة تاريخية لأمريكا ولقيم أمريكا، يصرخ في وجوهكم أيها المنافقون: ما قيمة توقيعكم على أية اتفاقية أو التزامكم بأية معاهدة؟
3- وثالث ما ندعوكم إليه: أن تقفوا مع أنفسكم وقفة صادقة –ولا أحسبكم ستفعلون- لتكتشفوا أنكم أمة بلا قيم ولا مبادئ ولا أخلاق، وأن القيم والمبادئ في تصوركم هي ما تطالبون غيركم به، لا ما يجب عليكم أن تلتزموه.
4- ورابع ما ندعوكم إليه: أن توقفوا دعمكم لإسرائيل، وتتوقفوا عن دعم الهنود ضد المسلمين في كشمير، وعن دعم الروس ضد مسلمي الشيشان، وعن دعم حكومة مانيلا ضد المسلمين في جنوب الفلبين.
5- وخامس ما ندعوكم إليه أن تحزموا متاعكم وترحلوا عن بلادنا. إننا نريد لكم الخير والهدى والصلاح، فلا تضطرونا أن نعيدكم شحناً في توابيت.
6- وسادس ما ندعوكم إليه أن تكفوا عن دعم الحكام الفاسدين المفسدين في بلادنا، والتدخل في سياساتنا ومناهج تعليمنا، اتركونا وشأننا، وإلا فتوقعونا في واشنطن ونيويورك.
7- وسابع ما ندعوكم إليه أن تتعاملوا معنا على أساس تبادل المصالح الحر بدلاً من سياسة القهر والسلب وفرض الاحتلال ودعم اليهود التي لن تجلب عليكم إلا مزيداً من الكوارث.
فإن لم تستجيبوا إلى ما ندعوكم إليه فاستعدوا لقتال أمة الإسلام.
امة التوحيد التي تتوكل على الله ولا تخشى سواه، الأمة التي يناديها قرآنها (أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم).
أمة العزة والكرامة (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).
أمة الشهادة؛ أمة أحرص على الموت من حرصكم على الحياة (و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المحسنين).
أمة الفتح والنصر التي وعدها الله بالغلبة والظهور (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون) (كَتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز).
أمة الإسلام؛ قاهرة الإمبراطوريات التي أنعم الله كثيراً عليها بهزيمة أمثالكم.
أمة تبغض عدوانكم، ووتمنى زوال شركم، وتستعد لقتالكم، وأنتم أدرى الناس بمدى كراهية امة الإسلام –من أدناها لأقصاها- لغطرستكم وكبريائكم.
فإذا لم يستجب الأمريكان لنصحنا ولما ندعوهم إليه من خير وهدى وصلاح فسيلحق بهم شؤم (بوش) الذي دعاهم إلى حرب صليبية سينهزمون فيها أمام المجاهدين بإذن الله، كما انهزم أسلافهم من الصليبيين أمام أسلافنا من المجاهدين، ثم عادوا لبلادهم خاسرين خائبين منهزمين.
وإذا لم يستجب الأمريكان فسيلحق بهم مصير السوفيت الذين فروا من أفغانستان ليواجهوا الهزيمة العسكرية والتفكك السياسي والانهيار العقائدي والإفلاس الاقتصادي.
كانت هذه رسالتنا للأمريكان رداً على رسالتهم، فهل أدركوا لماذا نقاوم وعلى أية جاهلية –بإذن الله- سوف ننتصر.
----------------------------
|