الشيخ المجاهد أسامة بن محمد بن لادن يحفظه الله

لقاء قناة الجزيرة الفضائية
بتاريخ 5/9/1419هـ الموافق 23/12/1999م
2 [1] الصفحة

المراسل جمال اسماعيل

تعريف:

ضيف هذه المقابلة هو الشيخ المجاهد/ أسامة بن محمد بن عوض بن لادن.

ولد أسامة في منتصف رجب عام 1377هـ في حي الملز بمدينة الرياض عاصمة نجد. ارتحل إلى المدينة المنورة وعمره ستة أشهر، فكانت طفولته في الحجاز ومعظمها في جدة، حيث قضى مراحله الدراسية من الابتدائية إلى الثانوي في مدارس الثغر النموذجية بجدة.

دخل ميدان العمل الحر مبتدئاً بأعمال الطرق ومتدرباً على استخدام الآلات الثقيلة في شرق جبال عسير في جنوب المملكة، ومن هناك عشق الجبال واستسهل الصعاب، وكان مع ذلك يجمع دراسته الجامعية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، حيث درس الاقتصاد استجابة لرغبة الأهل، دون أن يكون مقتنعاً بمناهج الدراسة النظرية، لما في هذه المناهج من ضحالة لا يجد التعويض عنها إلا في العمل الميداني والخبرة التي تنتج عنه. وأما ما يُشاع عن دراسته للهندسة، فلم يدرسها نظرياً وإنما أخذ منها بقسط وافر من خلال العمل الذي باشره في الجسور والطرق والمباني.

فطره الله منذ نعومة أظفاره على اقتفاء الهدي الصالح والاشتغال بما يفيد في الدنيا والآخرة.. محافظاً على خلقٍ فاضل يغلبه الحياء، فتزوج وهو في السنة الثالثة الثانوية امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلمبذلك، مع معارضة الأهل الذين رغبوا منه أن يتم الدراسة قبل الزواج.

حُببت إليه البادية ورمالها، كما أنس بالخيل وشغف برياضتها، مما أكسبه بعداً عن شواغل المدن وغفلتها، وأكسبه خبرة كبيرة في التعامل مع الرمال باستثمار طاقاتها وتذليل صعوباتها وإدارة رجالها.

كان من أعظم الناس والده من خلال ما أدرك منه وما أثر عنه، وخاصة حبه للجهاد وموقفه الثابت من اليهود وحرب المسلمين معهم، فقد فكر في تحويل المعدات الثقيلة التي يملك منها الكثير إلى معدات عسكرية، وجمع مهندسيه من أجل ذلك. وكان رحمه الله قد ءالت إليه راية الكرم في جزيرة العرب، مع تواضع جم، وبر عظيم لوالدته، مع حرص شديد على تربية أولاده على الالتزام بشعائر الدين وأساسيات الأخلاق. كما تأثر بوالدته التي ربته وشجعته كثيراً على اقتحام أبواب الخير، وكانت تكرمه إكراماً زائداً ليتمه، كما كان لزوجها محمد بن عمر العطاس الحضرمي أثراً كريماً في إرشاده وربطه بأصوله العريقة في حضرموت. وممن تأثر به أيضاً في محيط أسرته عمه شقيق أبيه عبدالله بن عوض بن لادن الذي أكسبه زهداً صادقاً وتسامياً على زخارف هذه الدنيا ولهوها.

مكنه وجوده في الحجاز ونجد من فرصة اللقاء بكثير من الشخصيات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي، من أبرزهم الشيخ/ عبد الفتاح، والشيخ/ محمد عبد الوهاب البني، والشيخ/ غازي الدروبي، والشيخ/ علي السوادي، كما حصل له تأثر بجماعة عبد الكريم الرفاعي في الشام. كما تأثر كثيراً بشيخ الجزيرة/ عبد العزيز بن باز، وعبد الله بن حميد، والشيخ/ محمد بن صالح العثيميين الذي أُعجب به وتأثر به في مجالي الفقه والأصول.

في عام 1399هـ بدأ الغزو السوفيتي لأفغانستان، فخرج الشيخ إلى أفغانستان عن طريق باكستان، فكانت فرصة تعرف فيها الشيخ على الجهاد وعلى شعوب للإسلام أبية عزيزة، كما كانت فرصة للتعرف على كمٍ كبير من العلماء والوجهاء والتجار، وكان من أبرز الذين تأثر بهم وأخذ عنهم الشيخ/ عبدالله عزام رحمه الله، وانفتح الشيخ من هناك على العالم وما يزخر به من صراعات وأحداث.

ولليمن في قلب الشيخ مكانة خاصة، فبالإضافة إلى أن أصوله يمنية، حيث وِلد والده في حضرموت، فقد كانت للشيخ باليمن صلات إسلامية من خلال الشيخ/ عبد المجيد الزنداني، وكانت أقوى ما يكون في عام 1399هـ حيث يعود الفضل إلى الشيخ/ عبد المجيد الزنداني. في إخراج أسامة من الأطر التنظيمية الضيقة التي كان محشوراً فيها في بلاده إلى رحابة العمل الإسلامي الواسع.

زار السودان لأول مرة عام 1403هـ في زيارة عمل، فأعجبته السودان، ولكنه لم يتمكن من زيارتها بعد ذلك إلا في 1405هـ أثناء الفيضان، حيث جاء لنجدة إخوانه هناك ومؤازرتهم، ثم تكررت الزيارات إلى أن استقر فيها أخيراً في سنة 1412هـ حيث أقام خمس سنوات تقريباً، وكانت تجربته في السودان جيدة وغنية بالدروس السياسية وبالإجازات العملية، حيث عمل في مشاريع الطرق، ومن أهمها طريق الخرطوم - شندي - عطبرة، وعمل في الزراعة بنجاح، ولولا ظروف عامة متعلقة بأمن السودان لما خرج الشيخ منها.

ثم عاد إلى أفغانستان لتنطلق منها من جديد المعركة ضد التحالف الصليبي اليهودي بقيادة أمريكا وإسرائيل، كما انطلقت منها سابقاً معركة الإسلام مع الاتحاد السوفيتي ومع الشيوعية العالمية. فتزامنت عودته مع ظهور حركة طالبان واستعادتها لوحدة البلاد، وانطلاق تجربة للحكم بالشريعة الإسلامية في هذه البلاد التي شقيت عقوداً بالشيوعية وبالقوانين الوضعية.

نص المقابلة:

س1: ماذا يريد أسامة بن لادن؟

ج1: ما نريد، فهو حق طبيعي لكل كائن حي، فالدجاجة –أكرمكم الله- إذا اقتحم عليها رجل مسلح فإنها تثور وهي دجاجة، فهو حق لجميع الكائنات الحية، فضلاً عن الكائنات الإنسانية البشرية، فضلاً عن المسلمين، فالذي حصل على بلاد الإسلام من اعتداء، وخاصة على المقدسات ابتداء من المسجد الأقصى حيث قبلة النبي صلى الله عليه وسلم الأولى، ثم استمر العدوان من التحالف الصليبي اليهودي تتزعمه أمريكا وإسرائيل حتى أخذوا بلاد الحرمين ولا حول ولا قوة إلا بالله. فنحن نسعى لتحريض الأمة كي تقوم بتحرير أرضها والجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى لتحكيم شرع الله ولتكون كلمة الله هي العليا.

س2: لكن حدث مؤخراً هجوم أمريكي بريطاني مشترك على العراق. أولاًً: كيف تُقّومون مثل هذا الهجوم؟ وثانياً: ردود الفعل الشعبية الإسلامية والعربية، وردود الفعل الرسمية حتى الآن لم تكن –كما يُقال- بالمستوى المطلوب لمقاومة مثل هذا الهجوم، أو لم تكن كما يتطلع شعب العراق للرد على هذا الهجوم. ما موقفكم من ذلك؟

ج2: الهجوم الأخير الذي حصل قبل بضعة أيام على العراق قادته أمريكا وبريطانيا أكد معاني كبيرة مهمة وخطيرة، ونحن لن نتحدث هنا عن الخسائر المادية أو البشرية، لمن قتل من إخواننا المسلمين في العراق، وإنما نتحدث عن دلائل هذا الهجوم. العراق تتهمه أمريكا بأنه استخدم الغازات السامة ضد الأكراد.. ضد شعبه، وتتهمه أنه استخدم أيضاً أسلحة فتاكة ضد إيران، ولكن الملفت للنظر الذي ينبغي أن يتوقف الناس عنده أنها لم تتحدث عنه في تلك المرحلة بهذا الكلام، بل كانت تؤيده عبر وسطاء لها وعملاء في المنطقة، ولكن لمّا أصبح العراق قوة يعمل لها حساب في المنطقة، بل أصبحت أكبر قوة عربية في المنطقة تهدد الأمن اليهودي والأمن الإسرائيلي المحتل لمسرى نبينا عليه الصلاة والسلام. من هنا بدأت تنبش هذه الأشياء وتدعي أنها تحاسبه عليها، وتقول صحيح أن هناك أسلحة فتاكة وأسلحة دمار شامل كما في إسرائيل، ولكن إسرائيل لا تستخدمها، وإنما العراق استخدمها، فهذا كلام باهت مردود. أمريكا هي تمتلك هذا السلاح، وهي التي ضربت شعوباً في أقصى المشرق، في ناغازاكي وهيروشيما بعد أن سلمت اليابان وبدأت الحرب العالمية تنتهي، مع ذلك أصرت على ضرب الشعوب عن بكرة أبيها بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم وكبارهم. فالحقيقة هنا ينبغي أن نستشعر أي هجوم اليوم على دولة في العالم الإسلامي، إنما الهاجم الحقيقي هو إسرائيل، ولكن خشية أن يستيقظ الناس وتبدأ حركات شعبية ضخمة تسقط الأنظمة العميلة التي تواطأت من أجل كراسيها عن نصرة الإسلام والمسلمين، وقد خدرت مشاعر هذه الشعوب إلى حد ما بالنسبة لأمريكا، فاستطاع اليهود أن يوظفوا النصارى في ضرب العراق. وتدعي أمريكا أنها تحاسبه وتحاكمه، ولكن الصواب أن السلطة الإسرائيلية والسلطة اليهودية التي تنفذت في داخل البيت الأبيض، كما هو أصبح واضحاً على الملأ. وزير الدفاع يهودي، وزيرة الخارجية يهودية، مسئولي الـ CIA والأمن القومي كبار المسؤولين يهود، فهم ساقوا النصارى لتقصيص أجنحة العالم الإسلامي، والمستهدف في الحقيقة هو ليس صدام حسين، وإنما المستهدف هي القوة الناشئة في العالم الإسلامي والعربي، سواء ضربوا الشعب العراقي، أو كما زعموا من قبل في محاصرة ليبيا بسبب أنه يوجد لديها مصنع كيماوي، أو عندما ضربوا مصنع الشفاء في السودان وهو مصنع أدوية، فينبغي الانتباه إلى ذلك.

مسألة أخرى: من دلالات هذا الحدث الظاهرة أكدت بشكل واضح جلي ما ينبغي لمسلم ولا عاقل بعده أن يذهب إلى الأمم المتحدة، وأما المسلمون فشرعاً لا يجوز أن يتحاكموا إلى هذه الأنظمة الكفرية الوضعية، ولكن نقول عن العقلاء من غير المسلمين أيضاً هم لا يذهبون، فهذه كوريا الشمالية مثلاً، هل يوجد عاقل ولو كان كافر يذهب إلى محكمة القاضي فيها إن كان الحكم علينا ضُربنا ضرباً شديداً موجعاً تحت ما يسمى زوراً وبهتاناً بالشرعية الدولية، وإن كان الحق لنا تستخدم أمريكا حق الفيتو، فلا يذهب إلى هناك مسلم أصلاً لأن هذا يتنافى مع الإيمان، ولا يذهب عاقل ولو كان كافر، والذين يكثرون من الحديث عن الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة، إما هم لا يفقهون دينهم أو هم يريدون أن يخدروا أو يخذلوا الأمة بتعليق ءامالهم على سراب وأوهام، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

س3: هذا الهجوم الأمريكي البريطاني على العراق هل ترون أنه يزيد من شعبية وتأييد الجماعات المناهضة لأمريكا؟ أم أنه سيعمل على إرهابها وإخضاعها وجعلها تخشى أن تقوم بأي عمل من الأعمال العسكرية أو غير العسكرية حتى ضد الولايات المتحدة ومصالحها؟

ج3: الذي ينبني على ما سبق وعلى هذا السؤال. ءان الأوان للشعوب المسلمة أن تدرك بعد هذه الهجمات، أن دول المنطقة هي دول ليست دول ذات سيادة، فأعداؤنا يسرحون ويمرحون في بحارنا وفي أراضينا وفي أجوائنا، يضربون دون أن يستأذنوا أحد، وخاصة في هذه المرة، لم تستطع أمريكا وبريطانيا أن يحشدوا معهم أحداً في هذه المؤامرة الفاضحة المكشوفة، ولم يعد هناك في أيديهم قدرة. الأنظمة الموجودة إما هي متواطئة أو فقدت القدرة على القيام بأي عمل ضد هذا الاحتلال السافر. فيبغي على المسلمين وبخاصة أهل الحل والعقد وأهل الرأي من العلماء الصادقين والتجار المخلصين وشيوخ القبائل أن يهاجروا في سبيل الله ويجدوا لهم مكاناً يرفعوا فيه راية الجهاد، ويعبؤا الأمة للمحافظة على دينهم ودنياهم، وإلا سيذهب عليهم كل شيء، فإذا لم يعتبروا مما أصاب إخواننا في فلسطين بعد أن كان الشعب الفلسطيني مشهور بنشاطه وزراعته التي يصدرها، وحمضياته وصناعة النسيج وصناعة الصابون، أصبح ذلك الشعب –وهم إخواننا- مشردين مطرودين في كل أرض، وأصبحوا في الأخير أجراء عند اليهودي –هذا المستعمر- متى شاءوا أدخلوهم ومتى شاءوا منعوهم بأزهد الأسعار، فالأمر خطير، فإذا لم نتحرك وقد اعتدي على البيت العتيق على قبلة ألف ومئتي مليون مسلم فمتى يتحرك الناس، هذا أمر عظيم ينبغي السعي فيه.

وأما من يظن أن هذا الضرب يُرهب الحركات الإسلامية فهو واهم، فنحن كمسلمين نعتقد أن الآجال معلومة محدودة لا تتقدم ولا تتأخر منذ أن كنّا في بطون أمهاتنا، وأن الأرزاق هي بيد الله سبحانه وتعالى، وهذه الأنفس الله سبحانه وتعالى هو خلقها، والأموال هو رزقها، ثم اشتراها بالجنة، فعلام يتأخر الناس عن نصرة الدين؟

س4: بعد الهجوم الأمريكي البريطاني على العراق. هل تتوقعون أن يتم هجوم مماثل أمريكي على أفغانستان، خاصة وأن الوزير الأمريكي وليام كوهين صرح بعد الهجوم على أفغانستان في الصيف الماضي أن هذا الهجوم ليس نهاية المطاف أو الحرب ضد ما يسمونه بالإرهاب، وإنما قد تشن هجمات صاروخية جديدة على أفغانستان لإيوائها جماعة، الإدارة الأمريكية تتهمهم بالإرهاب؟

ج4: إذا علمنا الأصل أن هناك حملة مستمرة للحروب الصليبية اليهودية على الإسلام، فإننا من الطبيعي جداً أن نتوقع ضربات أخرى، كل من يرفع راية الإسلام فإن أمريكا واليهود يسعون لضربهم، وإن كان هناك عجز وقصور في تطبيق الشريعة عند بعض الدول التي رفعت هذه الراية، لكن مجرد التوجه نحو السعي لتطبيق الشريعة هذا كافي لاستجلاب القصف واستجلاب الضرب، فماذا فعلت السودان حتى يضرب أكبر مصنع فيها للدواء، ولا يخفى عليكم أن المصنع كان ينتج دواء الملاريا بنسبة كبيرة، والملاريا داء منتشر في السودان، ضحاياه بعشرات الآلاف سنوياً، لا لشيء إلا لأن السودان كان قد أعلن أنه يريد تطبيق الشريعة وهو لم يكمل بعد ما نواه، ومع ذلك قُصف، فالطلبة بفضل الله سبحانه وتعالى عليهم هداهم الله إلى السداد والرشاد وأنقذوا جهاد أمة كادت أن تضيعه أمريكا بما يسمى بالحكومات الموسعة والعريضة بدعمها لحكومة نجيب وغيره، فنتوقع أن يُضرب أي كيان يرفع راية الإسلام وبالتالي نتوقع أن يضرب الطلبة، إلا أنه يمكن أن يُعجل في هذا الضرب إذا تورط الرئيس الأمريكي كلينتون في جريمة أخرى أخلاقية ممكن هذا يعجل، وأصبحت بلاد المسلمين والشعوب المسلمة كأنما هي إزار لستر عورات هؤلاء المجرمين من هذه الفضائح.

س5: بعد الهجوم الأمريكي الأول على أفغانستان في الصيف الماضي. ورد في وكالات الأنباء أو في تصريحات لكم أو لمندوبيكم أنكم ستردون على هذا الهجوم، لكن حتى الآن لم يقع أي رد، أو لم نسمع بأي رد في حال حصول هجوم أمريكي جديد على أفغانستان، هل نتوقع هناك رد فعل عملي تجاههم؟ وماذا سيكون هذا الرد؟

ج5: نحن واجبنا والذي قمنا به أن نحرض الأمة على الجهاد في سبيل الله ضد أمريكا وإسرائيل وأعوانهم، وما زلنا في هذا الخط نحرض الناس وما حصل بفضل الله سبحانه وتعالى من تحرك شعبي في هذه الشهور الأخيرة مبشر ويسير في الاتجاه الصحيح لإخراج الأمريكان من بلاد المسلمين، نحن نظراً لكثير من الظروف التي تحيط بنا وعدم القدرة على الحركة خارج أفغانستان لمزاولة الأعمال من قرب ما تيسر لنا، لكن بفضل الله كنّا شكّلنا مع عدد كبير من إخواننا الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين، ونعتقد أن كثير من هؤلاء أمورهم تسير بشكل جيد، لديهم حركة واسعة، ونرجو الله أن يفتح عليهم بنصرة الدين والانتقام من اليهود والأمريكان.

س6: هذه الجبهة الإسلامية العالمية مضى على تشكيلها قرابة سبعة أشهر أو ثمانية أشهر تقريباً أو الإعلان عن تشكيلها. حتى الآن لم يسمع لها أي صوت، غير البيان الذي أشرتم إليه، أو المؤتمر الصحفي الذي عقدتموه في مدينة خوست في الصيف الماضي. هل تعتبر هذه الجبهة مجمدة الآن عملياً؟

ج6: هي غير مجمدة، وأفرادها من جنسيات متعددة جداً، وعندهم هامش واسع للحركة، وليس بالضرورة أن يعلنوا عن أي عمل قاموا به، مع العلم أن هذه الأشهر لا تعتبر كثيراً في سبيل إنهاض الأمة ومقاومة أكبر عدو في العالم.

س7: الولايات المتحدة الأمريكية حذرت رعاياها في دول الخليج وفي المنطقة بشكل عام عن عمليات ستقومون بها أنتم وأنصاركم، خاصة في شهر رمضان الحالي. أولاً: ما مدى جدية هذه التحذيرات بالنسبة للرعايا الأمريكان؟ وهل تستهدفون الرعايا الأمريكان بشكل عام؟ أم القوات الأمريكية المتواجدة في الخليج وفي بعض المناطق الإسلامية الأخرى؟

ج7: سمعت هذا الخبر قبل أيام في الإذاعات وأدخل السرور على قلبي، وهو مبشر لنهوض الأمة بفضل الله سبحانه وتعالى، ولكن مدى جدية هذا التهديد، إذا عرفت المُهدد أستطيع أن أقول، لم أعرف للأسف إلى الآن من الذي قام بهذا الجهد المبارك، لكننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم وأن يفتح عليهم وأن يمنحهم أكتاف الكافرين الأمريكان وغيرهم. وأما الفتوى السابقة كان تحدثت على أنه في ديننا هناك تقسيم مختلف عما يدعيه الكفار، وإن كانوا هم يدعوه دعاوى ويمشون بخلافها، نحن نفرق بين الرجل وبين المرأة والطفل والشيخ الهرم، أما الرجل فهو مقاتل سواء حمل السلاح أو أعان على قتالنا لدفعه للضرائب وبجمعه للمعلومات، فهو مقاتل. أما ما ينشر بين المسلمين أن فلان أسامة يهدد بقتل المدنيين، فهم ماذا يقتلون في فلسطين؟ يقتلون الأطفال ليس المدنيين فقط، بل الأطفال، فأمريكا استأثرت بالجانب الإعلامي وتمكنت من قوى إعلامية ضخمة، فتكيل بمكاييل مختلفة في أوقات حسب ما يناسبها، فالمستهدف –إذا يسر الله سبحانه وتعالى للمسلمين- كل رجل أمريكي هو عدو لنا من الذين يقاتلوننا قتال مباشر أو يدفعون الضرائب، ولعلكم سمعتم في هذه الأيام أن نسبة الذين يؤيدون كلينتون في ضرب العراق تقريباً ثلاثة أرباع الشعب الأمريكي، فشعب ترتفع أسهم رئيسه عندما يقتل الأبرياء، شعب عندما يرتكب رئيسه الفواحش العظيمة –الكبائر- تزيد شعبية هذا الرئيس.. شعب منحط لا يفهم معنى للقيم أبداً.

س8: البنتاجون الأمريكي. نشر تقارير عن صحتكم، وذكر أن هذه التقارير منسوبة لجهات استخبارية باكستانية تفيد أنكم تعانون من مرض عضال، وقد لا تعمرون طويلاً. حسب هذه التقارير قيل أنه قد لا تعمرون سوى من خمسة إلى ستة أشهر على أكثر تقدير. أولاً: ما مدى صحة هذه التقارير؟ ثانياً: ما الهدف من نشر مثل هذه التقارير في هذه الظروف وبعد نشر التحذيرات للرعايا الأمريكان من إمكانية قيامكم بعمليات أنتم وأنصاركم؟

ج8: أما من ناحية الصحة، فلله الحمد والمنة نشكره دائماً، فأنا أتمتع بصحة جيدة جداً بفضل الله، وكما ترى نحن في الجبال نتحمل هذا البرد القارس، ونتحمل أيضاً في الصيف حرارة المنطقة، وبفضل الله ما زلت يعني هوايتي المفضلة ركوب الخيل، وإلى الآن أستطيع بفضل الله أستطيع السير على الخيل مسافة [70] كلم بدون توقف بفضل الله سبحانه وتعالى. فهذه إشاعات مغرضة لعل الغرض منها محاولة تحبيط لبعض معنويات المسلمين المتعاطفين معنا، ولعل الغرض منها تهدئة روع الأمريكان بأن أسامة ممكن لا يفعل شيء، لكن الصواب أنه الأمر ليس متعلق بأسامة، هذه أمة من ألف ومئتين مليون مسلم لا يمكن قطعاً حتماً أن تدع بيت الله العتيق لهؤلاء المناجيس المناكير من اليهود والنصارى، فالأمة بإذن الله مواصلة ونحن مطمئنون إلى أنهم سيواصلون الجهاد والضرب المؤلم لأمريكا وأعوانها بإذن الله.

س9: يوم[20] من شهر أغسطس الماضي، حينما تم القصف الأمريكي على أفغانستان، قيل أنكم كنتم تحضرون اجتماع في منطقة خوست التي تعرضت للقصف الأمريكي الصاروخي، وأن القصف الصاروخي تم توقيته بحيث تكونون في ذلك الاجتماع. أولاً: هل كنتم في ذلك الاجتماع؟ وهل كان هناك اجتماع؟ والمسألة الأخرى، قيل أنه رسالة وصلتكم من دولة مجاورة، ويقصد بها باكستان تطلب منكم الخروج من ذلك المكان مباشرة لإمكانية تعرضه للقصف. ما مدى علاقتكم مع باكستان؟ وكيف تُقّيمون موقفها منكم؟ وهل تظنون أن باكستان يمكن أن تتعاون مع الولايات المتحدة في توجيه ضربة لكم؟

ج9: المعلومة التي كانت عند الأمريكان ظاهر بفضل الله أنها كانت معلومة خاطئة، لم أكن في خوست، أصلاً في كل ولاية بكتيا لم نكن موجودين فيها، بل كنت على بعد بضع مئات من الكيلو مترات عن ذلك المكان. وأما ما قيل عن معلومات وصلتنا فنحن بفضل الله سبحانه وتعالى وجدنا شعباً متعاطفاً معطاء في باكستان فاق جميع حساباتنا بتعاطفه، نرجو الله أن يتقبل منهم، وتصلنا معلومات من أحبابنا ومن أنصار الجهاد في سبيل الله ضد الأمريكان، والشعب والناس في باكستان أعطوا معياراً واضحاً لمدى البغض والكره للغطرسة الأمريكية على العالم الإسلامي. أما ما ذكرتم بالنسبة لباكستان فهناك أجنحة متعاطفة مع الإسلام ومتعاطفة مع الجهاد ضد الأمريكان، وهناك أجنحة قليلة بفضل الله لكن للأسف ما زالت تتعاون مع أعداء الأمة من هؤلاء الأمريكان.

س10: على الصعيد الرسمي تقصدون؟

ج10: أقصد الحكومة.. أجنحة في داخل الحكومة.

س11: ذكرتم قبل قليل كلاماً عن مصنع الدواء الذي أنشئ في السودان، والذي تعرض أيضاً للقصف الأمريكي. في نفس اليوم والولايات المتحدة الأمريكية تتهمكم بأنكم على علاقة تمويل بهذا المصنع، وأنكم كنتم ترغبون باستخدامه لإنتاج أسلحة كيميائية أو بيولوجية لاستخدامها ضد مصالح ورعايا أمريكان؟ هل لكم أي علاقة تمويلية مباشرة أو غير مباشرة بهذا المصنع؟

ج11: كما ذكرنا.. الأحداث الأخيرة سواء قصف أفغانستان، السودان، أو قصف العراق.. الآن تهديد ليبيا بالقصف، هذه كلها تظهر أن الذي يحكم العالم اليوم هو شريعة الغاب.. شريعة صاروخ كروز والقصف من بعد من هؤلاء الجبناء، فجميع من له أدنى معرفة وأدنى عقل يعلم أن مصنع الدواء في السودان كان مصنع دواء، وإلا لمات أهل الخرطوم.. عشرات الآلاف، لكن ليس لي به صلة ولا أعرف المالك الذي يُذكر [إدريس] ليس هناك معرفة سابقة ولا صلة، ولكن ثابت أن أمريكا تفعل ما تشاء، وتريد الناس أن تقتنع بجبروتها.

س12: نُشر في بعض الصحف الأجنبية والعربية أيضاً مواضيع حول سعيكم لامتلاك سلاح نووي أو كيماوي أو بيولوجي، خاصة عن طريق بعض التجار من دول وسط ءاسيا، أو بقايا الاتحاد السوفيتي. ما صحة هذه المعلومات؟ خاصة وأن الإدارة الأمريكية في سجل الاتهامات التي اتهمتكم بها والبالغ [235] اتهاماً سجلت هذه الاتهامات وأنكم تسعون جادين لامتلاك مثل هذه الأسلحة؟

ج12: نحن كما ذكرت نطالب بحقوقنا في إخراجهم من بلاد العالم الإسلامي وعدم سيطرتهم علينا، ونعتقد أن هذا حق الدفاع عن النفس، هو حق لكل البشر. ففي وقتٍ تختزن إسرائيل فيه مئات الرؤوس النووية والقنابل النووية، ويسيطر فيه الغرب الصليبي على هذا السلاح بنسبة كبيرة، فلا نعتبر هذا تهمة، بل هو حق، ولا نقبل من أحد أن يوجه تهمة علينا بذلك، بمعنى كما تتهم رجل كيف أن يكون فارساً شجاعاً مقاتلاً، تقول أنت لماذا تسعى.. لا يتهم بذلك إلا رجل مختل غير عاقل، وإنما هذا حق، نحن أيدنا وهنأنا الشعب الباكستاني عندما فتح الله عليهم وامتلكوا هذا السلاح النووي ونعتبره حق من حقوقنا ومن حقوق المسلمين ما نلتفت لهذه التهم المهترئة من أمريكا.

س13: هل هذا تأكيد لاتهامكم أنكم تسعون للحصول على هذه الأسلحة؟

ج13: نحن نقول هذا ليس تهمة، بل هذا واجب على المسلمين أن يملكوه، وأمريكا تعلم اليوم أن المسلمين يملكون هذا السلاح بفضل الله سبحانه وتعالى.

س14: ماذا عن التهم التي توجهها أمريكا إليكم والمتعلقة بقضايا، وكما يقولون أنها تتعلق بالإرهاب ودعم جماعات إرهابية وغيرها، هل أنتم على استعداد لمواجهة مثل هذه الاتهامات، والمحاكمة في دولة أخرى، وفي محكمة محايدة؟

ج14: هناك طرفان في الصراع: الصليبية العالمية بالتحالف مع اليهودية الصهيونية تتزعمها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، والطرف الآخر العالم الإسلامي، فمن غير المقبول مثل هذا الصراع، فهو يعتدي ويدخل على أرضي ومقدساتي وينهب بترول المسلمين، ثم عندما يجد أي مقاومة من المسلمين يقول هؤلاء هم إرهابيون، هذا يعني حماقة، أو يستحمق الآخرين، نحن نعتقد من واجبنا أن نقاوم هذا الاحتلال بكل ما أوتينا من قوة، ونعاقبه بنفس الطرق التي هو يستخدمها ضدنا.

س15: لكن حكومة طالبان أعلنت أنها مستعدة، أو أنها تسعى لمحاكمتكم في حالة وجود أو ورود أي أدلة قطعية من أي دولة ومن أي جهة لها حول الاتهامات التي وجهت إليكم من قبل هذه الدول. هل تقبلون بمحاكمة وفق القوانين التي تطبقها طالبان والشريعة الإسلامية؟

ج15: نحن خرجنا من بلادنا جهاداً في سبيل الله سبحانه وتعالى، ومنَّ الله سبحانه وتعالى علينا بهذه الهجرة المباركة رغبةً في السعي لتحكيم الشريعة والتحاكم إلى شريعة الله، فهذا مطلبنا ونحن خرجنا من أجله، فأي محكمة شرعية تطبق الشريعة الإسلامية بعيداً عن الضغوط التي يمارسها أهل الأهواء، هذا هو هدفنا ومطلبنا، نحن مستعدون في أي وقت لأي محكمة شرعية يقف فيها المدعي والمدعى عليه، أما إذا كان المدعي هو الولايات المتحدة الأمريكية، فنحن أيضاً في نفس الوقت نكون أيضاً ندعي عليها بأشياء كثيرة بعظائم الأمور التي ارتكبتها في بلاد المسلمين. لكن الأمريكان قاتلهم الله عندما طلبوني من الطلبة رفضوا التحاكم إلى الشريعة، وقالوا نحن نطلب شيء واحد أن تسلموا أسامة بن لادن فقط.. يتعاملون مع الناس كأنهم عندهم عبيد أو غلمان من كبريائهم نرجو الله أن يذلهم.

س16: التفجيرات التي حدثت ضد السفارات الأمريكية في شرق أفريقيا: في نيروبي وفي دار السلام في الصيف الماضي، تأخر ردكم في الإعلام عنها، كما أن هناك اتهامات وجهت لكم من خلال الاعترافات التي نُشرت عن طريق بعض الصحف الباكستانية والعالمية المنسوبة لمحمد صادق هويدا الذي اعتِقل في باكستان وسُلم إلى الولايات المتحدة والسلطات الكينية، ادعى هو عليكم أنكم أعطيتموه أوامر، وطلبتم منه تنفيذ هذه التفجيرات. ما حقيقة موقفكم من هذه التفجيرات؟ وما علاقتكم بمحمد صادق هويدا؟

ج16: بالنسبة لتفجيرات شرق أفريقيا وهي بفضل الله سبحانه وتعالى أدخلت السرور على المسلمين في العالم الإسلامي، والمتابع للصحافة والإعلام العالمي وجد مدى التعاطف في العالم الإسلامي لطرد الأمريكان، وإن كان الناس قد أسفوا لمقتل بعض الأبرياء من أهل تلك البلاد، لكن الواضح هو الموجة العارمة من الفرح والسرور التي عمت العالم الإسلامي؛ لأنهم يعتقدون أن اليهود وأمريكا قد بالغوا في التعسف وفي احتقار المسلمين، وعجزت الشعوب عن أن تحرك الدول الإسلامية لأن تدافع عنها، أو أن تثأر لدينها، فلذلك هذه الأفعال هي ردود أفعال شعبية بحتة من شباب قدموا رؤوسهم على أكفهم يبتغون رضوان الله سبحانه وتعالى. فأنا أنظر بإجلال كبير واحترام إلى هؤلاء الرجال العظام على أنهم رفعوا الهوان عن جبين أمتنا، سواء الذين فجروا في الرياض، أو تفجيرات الخبر، أو تفجيرات شرق أفريقيا، أو ما شابه ذلك. أو إلى إخواننا الأشبال في فلسطين الذين يلقنون اليهود دروساً عظيمة في كيف يكون الإيمان وكيف تكون عزة المؤمن، ولكن للأسف بعد تلك العمليات الجريئة في فلسطين اجتمع الكفر العالمي، والمحزن أن يجتمعوا على أرض الكنانة في مصر وجاءوا بعملائهم من حكام المنطقة من حكام العرب، بعد أن ضحكوا على الأمة أكثر من نصف قرن، وكلما اجتمع ملك مع رئيس قالوا بحثوا القضية الفلسطينية، فبعد مرور نصف قرن تتضح الصورة جلية أنهم جاءوا لا ليخذلوا المجاهدين في فلسطين، وإنما جاءوا ليدينوا أولئك الأشبال الذي قُتل ءاباؤهم وقُتل إخوانهم وسجنوا وعُذبوا واضطهدوا.. يدافعون عن دينهم، يريدون أن يجلوا الكفار منها، فكما يُقال من المعضلات توضيح الواضحات، فلا أدري ماذا ينتظر الناس بعد هذه العمالة الواضحة البينة والإستخذاء الذي لا غبار عليه.

لكن ادعاءاتها أيضاً مع ذلك باطلة، إلا إذا قصدت أني لي صلة بتحريضهم، فهذا واضح وأعترف به في كل وقت وحين أني كنت أحد الذين وقعوا على الفتوى لتحريض الأمة للجهاد، وخرجنا منذ بضع سنين، وقد استجاب كثير من الناس بفضل الله، فكان منهم الإخوة الذين نحسبهم شهداء: الأخ/ عبد العزيز المعثم. الذي قُتل في الرياض ولا حول ولا قوة إلا بالله، والأخ/ مصلح الشمراني، والأخ/ رياض الهاجري. نرجو الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم جميعاً، والأخ/ خالد السعيد، فهؤلاء اعترفوا أثناء التحقيق أنهم تأثروا ببعض الإصدارات والبيانات التي ذكرناها للناس، نقلنا فيها فتاوى أهل العلم في وجوب الجهاد ضد هؤلاء الأمريكان المحتلين. فكما ذكرت من قبل حق لكل الشعوب أن تقاوم المعتدي عليها هو أمر معروف في جميع الملل فهو جزء من كيانهم، هؤلاء البوذيون.. هؤلاء الكوريون الشماليون.. هؤلاء الفيتناميون قاتلوا الأمريكان، هذا حق مشروع، فبأي حق الإعلام العربي الإسلامي يطارد المجاهدين الذين اقتدوا واهتدوا بسيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء عنه في الصحيح (والذي نفس محمد بيده لودت أن أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل) فهذه أمنية لنا أن نجاهد في سبيل الله، وقد ذكرت من قبل مع بعض الجهات الإعلامية الغربية أنه شرفٌ عظيم فاتنا أن لم نكن قد ساهمنا في قتل الأمريكان في الرياض، فهذه التهم باطلة جملة وتفصيلاً إلا إذا قصد الصلة بالتحريض فهذا صحيح فأنا حرضت الأمة على الجهاد مع كثير من إخواني ومن علماء المسلمين.

س17: محمد صادق هويدا. ادعى أنه تدرب في معسكراتكم وأنه كان على علاقة طيبة بكم. ما مدى صحة ادعاءاته، أو الأقوال المنسوبة إليه في بعض وسائل الإعلام؟

ج17: الذي أعرفه أن في معسكرات الجهاد في أفغانستان التي منّ الله سبحانه وتعالى علينا أن ساهمنا بفتحها أيام الجهاد ضد الإتحاد السوفيتي قد تدرب في تلك المعسكرات أكثر من خمسة عشر ألف شاب بفضل الله سبحانه وتعالى معظمهم من بلاد العرب، وبعضهم من إخواننا من العالم الإسلامي. أما ما يقال أني كلفته بالقيام بهذا التفجير فأعتقد جازماً أن هذا وهم ومغالطة تفتعلها الحكومة الأمريكية، وليس عندها أي دليل، وعلى افتراض أن الأخ/ هويدا.قال هذا الكلام فيكون تحت التعذيب أُخذ منه اعترافات كما لا يخفى أساليب التعذيب في باكستان أو في شرق أفريقيا.

س18: لكن أيضاً محمد صادق هويدا. ادعى عليكم أنكم أنتم أعطيتم أوامر باغتيال الشيخ/ عبد الله عزام. في بيشاور في عام 1989م وأنه كان هناك صراع على قيادة العرب أو الأفغان العرب ما يسمونهم المجاهدين العرب في أفغانستان بينكم وبين الشيخ/ عبد الله عزام. الذي كان يرأس مكتب الخدمات. ما مدى صحة هذه الادعاءات؟ وما موقفكم منها؟ وكيف يمكن أن تصفوا علاقتكم مع الشيخ/ عبدالله لحين مقتله؟

ج18: الشيخ/ عبدالله عزام عليه رحمة الله هو رجل بأمة، وأظهر بوضوح بعد أن اُغتيل يبين للناس مدى العقم الذي أصاب نساء المسلمين من عدم إنجاب رجل مثل الشيخ/ عبد الله عليه رحمة الله، فأهل الجهاد الذين حضروا الساحة وعاشوا تلك المرحلة يعلمون أن الجهاد الإسلامي في أفغانستان لم يستفد من أحد كما استفاد من الشيخ/ عبد الله عزام، حيث أنه حرض الأمة من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب. والشيخ/ عبد الله عزام رحمه الله في فترة من ذلك الجهاد المبارك زاد نشاطه مع إخوانهم المجاهدين في فلسطين، وبالذات حماس، وبدأت كتب الشيخ تدخل إلى داخل فلسطين وفي تحريض الأمة للجهاد ضد اليهود، خاصة كتاب " ءايات الرحمن " وبدأ ينطلق الشيخ من الجو الذي ألفه الإسلاميون والمشايخ.. جو القوقعة الضيق والإقليمي وأحياناً يكون داخل مدينته، انفتح إلى العالم الإسلامي لتحريض العالم الإسلامي، فعند ذلك وكنا وهو في مركب واحد كما لا يخفى عليكم مع أخينا وائل جليدان، عملت مؤامرة لاغتيال الجميع، وكنّا نحرص كثيراً على أن لا نكون دائماً مع بعضنا، وكنت كثيراً ما أطلب من الشيخ عليه رحمة الله أن يبقى بعيداً عن بيشاور في صدا نظراً لزيادة المؤامرات وخاصة أنه اكتشف في المسجد قبل أسبوع أو أسبوعين قنبلة داخل المسجد الذي كان يخطب فيه الشيخ في سبع الليل. فاليهود كانوا أكثر المتضررين من تحرك الشيخ/ عبد الله، والمعتقد أن إسرائيل مع بعض عملائها من العرب هم الذين قاموا باغتيال الشيخ، وأما هذه التهمة نعتقد يروجها اليوم اليهود والأمريكان وبعض عملائهم، ولكن هذه أدنى من أن تُرد، يعني أن لا يعقل أن الإنسان يقطع رأسه، ومن عاش الساحة يعلم مدى الصلة القوية بيني وبين الشيخ/عبدالله عزام، والترهات يذكرها بعض الناس لا أساس لها من الصحة، ولم يكن هناك تنافس، فالشيخ/ عبد الله عليه رحمة الله كان مجاله في باب الدعوة والتحريض، ونحن كنّا في جبال بكتيا في الداخل، وهو يرسل لنا الشباب ونأخذ توجيهاته فيما يأمرنا به عليه رحمة الله، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يتقبله شهيداً وابنيه محمد وإبراهيم، وأن يعوض الأمة من يقوم بالواجب الذي كان يقوم به.

س19: بعد القصف الصاروخي الأمريكي على أفغانستان أمر الرئيس الأمريكي بحرب اقتصادية أو مالية ضدكم، وضد المؤسسات التجارية أو المالية التي تديرونها وتتعاملوا معها، وقيل أنها بدأت مرحلة تجفيف الينابيع والمصادر المالية لكم. هذا الأمر ألا يمكن أن يضع مواردكم المالية في أضيق حدودها، ويمكن أن يسبب لكم متاعب مالية ويسبب انفضاض أنصاركم عنكم في مرحلة قادمة؟

ج19: الحرب سجال: يوم لنا ويوم علينا. أمريكا مارست ضغوطاً شديدة جداً على نشاطاتنا منذ وقت مبكر، وأثر ذلك علينا، وقد استجابت بعض الدول التي لنا فيها أملاك وأموال وأمرتنا بالكف عن العداء لأمريكا، ولكن اعتقادنا أن هذا واجب علينا في تحريض الأمة، فأستمرينا في التحريض وبفضل الله سبحانه وتعالى واصلنا، ونحن الآن لنا بضع سنين، والضغط الأمريكي لم يبدأ في الحقيقة مع القصف الأخير، ولكن بعض الدول العربية مارست علينا ضغوطاً اقتصادية منعتنا من حقوقنا وضيقت علينا ومنعت حتى أهلنا أن يدفعوا إلينا أموالنا وهم في ذلك يقتدون بعبد الله بن أُبيّ بن سلول زعيم المنافقين ويقتدون بالمنافقين الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون}، فعاقبهم الله سبحانه وتعالى، والآن هم يعيشون في تضييق أشد من تضييقهم علينا. وأما نحن فكما صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام (من بات ءامناً في سربه معافاً في بدنه حائزاً قوت يومه، فقد جُمِعت له الدنيا بحذافيرها) فوالله الذي لا إله إلا هو نشعر بأن الدنيا بحذافيرها معنا، والمال ظِلٌ زائل، لكننا نخاطب المسلمين أن يبذلوا أموالهم في الجهاد ومع الحركات الجهادية خاصة التي تفرغت لقتال اليهود والصليبيين.

2 [1] الصفحة

الدكتور المجاهد أيمن الظواهري
الدكتور المجاهد أيمن الظواهري
الشيخ المجاهد أسامة بن لادن
الشيخ المجاهد أسامة بن لادن
الدكتور المجاهد أيمن الظواهري
الدكتور المجاهد محفوظ ولد الوالد
الشيخ عبد العزيز الجربوع